تخصص علم الفلسفة | فيديو

الفلسفة هي أحد المجالات الدراسية التي تختص بالمسائل الأساسية التي تتكون نتيجة التفكير في طبيعة العالم ومكان الإنسان في هذا العالم الكبير، فهي تتمحور حول المنظور والأفكار التي تعطيها للأشخاص عن أنفسهم وعن الأنشطة التي يجب التعايش معها وفهمها، وذلك من خلال تأكيد الفلسفة على عادات معينة خاصة بالفكر، والتشجيع على الرؤية الواسعة، فهي تهتم بالتطور الخاص بالأفكار المتعلقة بالمشكلات الأساسية للحياة الإنسانية منها المعرفة، والمبادئ الأخلاقية، والوجود، عن طريق الاعتماد على الأدلة والحجج العقلانية التي تخاطب العقل.

 

تاريخيًا

«الفلسفة» تشمل أي مجموعة من المعرفة. من وقت الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو إلى القرن التاسع عشر، شملت "الفلسفة الطبيعية" علم الفلك والطب والفيزياء.

على سبيل المثال، أصبحت المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية التي وضعها إسحاق نيوتن في عام 1687 مصنفة لاحقًا ككتاب في الفيزياء.

في القرن التاسع عشر، قاد نمو جامعات الأبحاث الحديثة الفلسفة الأكاديمية وغيرها من التخصصات إلى الاحتراف والتخصص.

في العصر الحديث، أصبحت بعض التحقيقات التي كانت جزءًا تقليديًا من الفلسفة من التخصصات الأكاديمية المنفصلة، بما في ذلك علم النفس وعلم الاجتماع واللغويات والاقتصاد.

 

 

مجالات العمل ووظائف تخصص الفلسفة

أكثر ما يهم الطالب عند اختياره الاختصاص الجامعي الذي سوف يدرسه ويكمل به تعليمه الجامعي هو مسألة المجالات المهنية التي يؤهله هذا الاختصاص للعمل بها وفرص العمل التي يتيحها، ولكن ومع أهمية الفلسفة كعلم والمستوى الثقافي والمعرفي الذي يقدمه لمن يدرسه ولكن من عيوب الفلسفة كتخصص أكاديمي أنه قليل الطلب في سوق العمل ومجالاته المهنية محدودة، ومن المجالات العملية لتخصص الفلسفة:

 

مجال التدريس: فجميع المدارس تتضمن مادة الفلسفة بأحد أقسامها في منهاجها في المرحلة الدراسة الثانوية، وهذه المادة بحاجة لمختص في الفلسفة.

مؤسسات البحث العلمي: وخاصة تلك المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والسياسي، كالمؤسسات المتعلقة بشؤون السكان وكيفية تطوير المناهج التعليمية.

التخصص الأكاديمي: والمقصود هنا هو متابعة الدراسة بعد التخرج من درجة اللسانس (البكالوريوس) والعمل في حال الحصول على درجة الدكتوراه في مجال التعليم الجامعي لتخصص الفلسفة أو أحد فروعها أو شغل المناصب العلمية والإدارية في الجامعة.

الإرشاد النفسي والاجتماعي: حيث أن تخصص الفلسفة يتطرق في طبيعة محتواه العلمي لمجال علم النفس والاجتماعي، بالإضافة لتعلم الخريج منهجية التفكير العلمي المنطقي، ما يمكنه من المساعدة في مجال الإرشاد النفسي والاجتماعي والعلمي.

مؤسسات التنمية الاجتماعية: مثل المؤسسات التي تعنى بالمشكلات الاجتماعية التي تحتاج لحلول مبتكرة وتفكير عميق، بالإضافة للمعاهد التأهيلية والتنمية البشرية.

المؤسسات الثقافية: مثل دور النشر أو المكتبات أو المتاحف حيث يمكن لخريج الفلسفة بما يمتلكه من ثقافة عالية الإشراف على عمل هذه المؤسسات وشغل العديد من الوظائف فيها.

الوظائف الحكومية: بالإضافة لأن تخصص الفلسفة يعتبر شهادة جامعية عليا تؤهل الحاصل عليها لدخول عدة وظائف إدارية لا تحتاج إلى تخصص محدد مثل الأعمال المكتبية والتنظيمية.

 

أهمية دراسة الفلسفة

 

التفكير المنطقي: تمنح الفلسفة دارسها التفكير المنطقي العقلاني الذي يقوم على أحكام السبب والنتيجة في التعامل مع كل الموجودات وفهمها، فالفيلسوف يسعى لتفسير كل شيء ولا يقتنع أو يسلم بأي شيء ينافي أحكام المنطق والعقل.

 

الفلسفة علم متطور في أفكاره: حيث أن علم الفلسفة يدعم باقي العلوم من خلال التفكير الفلسفي، بمعنى أن الفلسفة موجودة بكل العلوم الأخرى ويمكن وصفها بأنها البذرة المبدعة الخصبة لأي حقل علمي، فالفيزياء مثلاً تقوم على قواعد ومبادئ وقوانين ثابتة والتفكير الفلسفي هو من فتح المجال لاكتشاف هذه القوانين وتطورها واكتشاف قوانين جديدة.

 

الفلسفة تنمي في دارسها حب المعرفة: من التعريف أو الترجمة اللغوية لكلمة الفلسفة (حب الحكمة) يتبن أن حب المعرفة شرط من شروط الفلسفة وبالتالي من الطبيعي أن تنمي في دارسها هذه الخاصية.

 

الاطلاع والثقافة: تعطي الفلسفة لمن يدرسها قدر كبير من المعلومات والثقافة، حيث أن الفلسفة تبحث في كل الموجودات وترتبط بجميع العلوم وكونها أم العلوم كما توصف، فدارس هذا التخصص سوف ينهل منها قدر كبير من المعرفة والثقافة حول هذه الموجودات والعلوم.

 

تساعد الفلسفة دارسها في تكوين فهم أعمقه لذاته ولمحيطه: فمن خلال حب دارس الفلسفة للمعرفة ورغبته الملحة في فهم المجودات وتفسير كل ما حوله، وبسبب الطبيعة البشرية بأن أقصى ما يسعى إليه الإنسان هو التعرف على نفسه، فهاتين الخاصيتين تساعدان دارس الفلسفة على الغوص في أعماقه وفهم ذاته بشكل أفضل.

 

أقسام تخصص الفلسفة

يعد تخصص الفلسفة من التخصصات المهمة، ولها عدة فروع، ومن أهمها، علم الأخلاق، والفلسفة الاجتماعية، والفلسفة النظرية، وفلسفة الثقافة، وفلسفة الدين، وفلسفة السياسة، وفلسفة العلوم، وفلسفة الجمال، والفلسفة الطبيعية، وفلسفة اللغة، ونظرية المعرف والمنطق، إضافة إلى أنها تتقاطع مع علم النفس والاجتماع.



__________


موسوعة دروب المعرفية - سلسلة جامعتي