تخصص الفنون البصرية
الفنون البصرية هي مجموعة الفنون التي تهتم أساساً بإنتاج أعمال فنية تحتاج لتذوقها إلى الرؤية البصرية المحسوسة على اختلاف الوسائط المُستخدمة في إنتاجها فهي الأعمال الفنيّة التي تشغل حيّزاً من الفراغ كالرسم والتلوين والنحت (تأخذ شكلاً) وبالتالي يمكن قياس أبعادها بوحدات قياس المكان (كالمتر والمتر المربع)
وهي بهذا تختلف الفنون البصرية عن الفنون الزمانيّة كالرقص والشعر والموسيقى والتي تقاس بوحدات قياس الزمن (الدقائق والثواني) لتصبح لدينا الفنون السبعة بجمع الفنون التشكيليّة والزمانيّة وتلك التي تحمل الصفتين معاً كالسينما (تشكيليّة/زمانيّة)
التاريخ
وقديماً عُرفت الفنون البصرية أنها فقط الفنون الجميلة مثل: الرسم والتصوير والنحت والعمارة؛ واستُثنت الفنون التطبيقية والمهارات الفنية الحرفية مثل: الخزف والحياكة والنجارة وتصميم الحُليّ والأزياء، فلم يتم اعتبارها فنوناً حتى اندلاع (حركة الفنون والمهارات الفنية (Arts and Crafts movement)
التاريخية في بريطانيا في نهايات القرن الـ19 وبدايات القرن العشرين والتي هدفت إلى الدمج بين الفنون الجميلة والفنون التطبيقية.
أنواع الفنون البصرية
فن الرسم هو أحد أقدم الفنون البصرية وأهمّها، فالإنسان يسعى منذ بداية وجوده على الأرض للتعبير عن أفكاره بطريقةٍ ما، وقد كان الرسم أحد الطرق المستخدمة في نقل الأفكار وما تجول به الخواطر إلى الواقع الخارجيّ، بالإضافة إلى أنّه قد أسهم -وبشكلٍ كبير- في نقل المعلومات المفيدة من جيلٍ إلى آخر، فكثير من فصول التاريخ والوقائع المهمة قد حُفظت عن طريق رسمها وتوثيقها بلوحات، فالرسم يعبّر عن إحساس الفنان ويوثّق الواقع، وقد حرص الرّسّامون على رسم كلّ ما حولهم من مناظر طبيعية وحيوانات وأشخاص، وتناول هذا الفن أيضًا الموضوعات الدينية والأسطورية، وهذا يرجع إلى اهتمامات كل حقبة زمنية وما يبحث عنه الناس في كل عصر.
فنّ الطباعة
هو أحد أنواع الفنون البصرية التي لا يمكن الاستغناء عنها في العصر الحديث، يعتمد هذا الفنّ على النّقل المطابق الخالي من أيّ تحريف، والطباعة في الأساس تعني نسخ الكلام والصّور والتصاميم على سطح مناسب للطبع عليه، ولهذا الفن جذور ضاربة بعمق في التاريخ الإنساني، فالمجلات والكتب والجرائد والكثير من الخطابات وغيرها ما كانت لتنتشر وتُعرف بين الناس لولا الطباعة، ومن صور الطباعة التي عُرفت منذ القدم:
الأختام والنقوش المستخدمة في التوقيع على مستندات ووثائق معينة، ومن أهم الموادّ التي استخدمت في الطباعة: الورق والنّسيج والمعدن، وقد تطورّت وسائل الطباعة فيما بعد وسهلّت على الإنسان عملية النشر والإعلام.
فن النحت إنّ كلمة النحت في اللغة تُطلق على البري والتقشير والتشكيل، وتُستخدم أيضًا للدلالة على الشيء المنحوت، وفن النحت هو أحد فروع الفن التشكيلي التي ظهرت في الكثير من الحضارات القديمة كالفرعونية واليونانية؛ حيث كان الناس في تلك الحقبة الزمنية يعمدون إلى تجسيد الآلهة التي يعتقدون بوجوب عبادتها من خلال نحت أشكالها وتصنيعها من مواد مختلفة كالحجر والخشب والمعادن والكائنات الحية -وعلى رأسها الإنسان- هي أكثر ما تمّ تجسيده من خلال النحت الذي هو عبارة عن إنشاء مجسم ثلاثي الأبعاد من الشمع أو الجص أو غير ذلك من أنواع الصخور واللدائن، وفي العصر الحديث أصبح الهدف الأول من النحت هو إيصال فكرة معينة وتعبير عن الإبداع الفني الموجود لدى النحّات.
فن التصميم وفروعه
إنّ التصميم بشكل عام هو التخطيط والإنشاء المبدئي لفكرة أو مشروع معين بهدف نقله من عالم الخيال والتفكير إلى الواقع والحقيقة، فهو الأساس والأصل الذي تقوم عليه الصناعات والأعمال المختلفة، وكثيرًا ما يُستخدم هذا المصطلح في المجالات الفنية والهندسية، فالأعمال الفنية بأشكالها كافة المتعلقة بالفنون التشكيلية والتطبيقية والصناعية بحاجة إلى تصميم أولي، وكلّما كان التصميم أكثر إحكامًا وملائمةً للواقع فإنّ العمل الناتج عن هذا التصميم سيكون أكثر جودة وإتقان، ولهذا الفن مبادئ وأصول لتعلّمه والإبداع فيه، كما أنّ له أفرعًا عدّة: كالتصميم الفني والتصميم المعماري والتصميم الهندسي، بالإضافة إلى تصميم الأزياء ومواقع الويب وغير ذلك من الأعمال التي لا بدّ فيها من وجود هيكل ومخطط أولي.
فن صناعة الأفلام أو صناعة السينما
مصطلح يُستخدم للدلالة والتعبير عن الهيئات والكوادر التي تعمل وتتضافر جهودها لإنتاج فيلم معيّن، وتشمل هذه الهيئات: الشركات التجارية المنتجة واستديوهات التصوير والعاملين فيها والتصوير السينمائي وتحريك الصور وغير ذلك، كما أنّ صناعة الأفلام تعني أيضًا فن صناعة الصور المتحركة وهي أفلام الكرتون، فالفيلم يحكي قصة يتم تجسيدها بطريقةٍ ما، وقد تطورّت السينما والأفلام بشكل ملحوظ، ففي البداية كانت السينما صامتة ثمّ أُدخلت فيها تقنيات سمحت بوجود الكلام مع الصورة فأصبحت ناطقة، إلى غير ذلك من التطورات المذهلة التي جعلت منها إحدى فروع الفنون البصرية ذات الإقبال الواسع بين البشر في مختلف أنحاء العالم.
فن التصوير
هو أحد أنواع الفنون البصرية التي تتطلّب قدرًا كبيرًا من الإبداع والموهبة، بالإضافة إلى إمكانية تطويرها بالتدرب والتعلم، حالها حال جميع الفنون والأعمال الإبداعية، وله أنواع عديدة منها: التصوير الفوتوغرافي، التصوير الرقمي والحراري، والتصوير بالأشعة، فالتصوير هو عملية نسخ منظر ومشهد حقيقي وواقعي وتحويله إلى صورة، ويكون ذلك بالاعتماد على أدوات معينة ومثال ذلك التصوير بالرسم، الذي يحتاج إلى فرشاة وألوان وغير ذلك من أدوات الرسم، أمّا التصوير الفوتوغرافي فيحتاج إلى آلة التصوير المسمّاة بالكاميرا، ومع تطوّر العلم والانتشار المذهل للتكنولوجيا والتقنيات الحديثة فقد تمّ إنتاج الكثير من الكاميرات ذات الدقة العالية.
فن الحرف اليدوية
فن الحرف اليدوية هو فن ناتج عن أعمال وصناعات بسيطة تكون فيها اليد هي العامل الرئيس والأداة الأبرز لإنتاجها دون الحاجة إلى استعمال آلات حديثة، ومصطلح الحرف اليدوية يُطلق على الكثير من الأعمال مثل: صناعة النسيج والحياكة والتطريز والفخار والخزف وصناعة السفن، وأنواع أخرى كثيرة، وقد طوّر الإنسان بعض الأدوات واستخدمها في مجال الأعمال اليدوية فساعد ذلك في زيادة جمال المصنوعات والأشغال المنتجة بهذه الطريقة وزيادة فائدتها.
ولهذا الفن أصول تقليدية وتراثية عريقة وأهمية ثقافية ودينية كبيرة، فالناس توارثوا فن الحرف اليدوية جيلًا بعد جيل ليساعدهم ذلك في إنشاء بعض السلع التي يحتاجون إليها، ثمّ أصبح الغرض الفني هو الأساس في هذه الحرف، لا سيما مع تطوّر الصناعة بشتّى مجالاتها.
فن العمارة
فن العمارة هو أحد الفنون الإنسانية العظيمة التي تطورّت على مر العصور وأعطت صورًا مذهلة عن الدول والحضارات التي تعاقبت في مختلف بقاع الأرض، فالسكن وإيجاد المأوى هو هدف الإنسان الأول من البناء وإنشاء البيوت، إلّا أنّ فن العمارة قد طوّر هذا المفهوم وأضفى على عملية البناء صبغة فنية وإبداعية.
ويعرف فن العمارة بأنه الفن الذي يقوم على إنشاء مخططات وهيئات معينة لمباني يراد تصميمها وإيجادها على رقعة محددة، ويجب على المعماري أن يرسم مخططًا ويُنشئ تصميمًا يتماشى مع الذوق العام ورغبة صاحب البناء، ويُراعي الظروف البيئية والمناخية للمنطقة المُراد البناء فيها، وقد أسهم فن العمارة بالحفاظ على الصبغة الدينية للمجتمعات
__________
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة جامعتي