تخصص العلاقات الدولية والدبلوماسية

إن تخصص العلاقات الدولية و الدبلوماسية من أهم فروع العلوم السياسية التي من خلالها يمكن دراسة وتحليل الظاهرة السياسية بكل أبعادها النظرية والواقعية، وبرغم أن دراسة العلاقات الدولية كمادة قائمة بذاتها من مواد العلوم السياسية لم تتخذ طابعا عملياً إلا عقب الحرب العالمية الثانية- إلا أنها قد اتخذت خلال تلك الفترة الوجيزة نسبياً مكانة هامة طغت على الأفرع الأخرى للعلوم السياسية، ويرجع ذلك إلى الحيوية والديناميكية التي تتسم بها موضوعات تلك المادة، فضلا عن الأهمية التي اكتسبتها تلك المادة جراء التقدم التكنولوجي الهائل في كافة المجالات خاصة في مجال الاتصال والمعلومات والمواصلات والتسلح.

وعلم العلاقات الدولية لم يعد مقتصرا الآن على استقراء علاقات الدول والأحداث الدولية كما كان في السابق والذي كان يقترب من دراسة التاريخ الحديث، كما أنه لم يعد يركن إلى الاكتفاء بتفسير الظواهر الدولية الحالية وإيجاد المبررات أو التبريرات للسلوك الدولي.

نظريات العلاقات الدولية

النظرية المعيارية

ضمن اختصاص العلاقات الدولية الأكاديمي، حاجج سميث، وبايلز وأوينز (2008) أن الموقف المعياري أو النظرية المعيارية هو تحسين العالم كمكان للعيش، وأن هذا المنطلق النظري لرؤية العالم يهدف إلى القيام بذلك عن طريق، أولاً، إدراك الافتراضات الضمنية والافتراضات الصريحة التي تشكل موقفًا غير معياري،  وثانياً، وضع المعيار أو توجيهه باتجاه بؤر اهتمام نظريات مفتاحية أخرى، اجتماعية سياسية، مثل الليبرالية السياسية، الماركسية، التوجه السياسي المحافظ، الواقعية السياسية، المثالية السياسية، والعولمة السياسية.

 

النظرية الإبستمولوجية

تنقسم نظريات العلاقات الدولية عمومًا في أحد معسكرين معرفيين: «الوضعي» و «ما بعد الوضعي». تهدف النظريات الوضعية إلى تطبيق طرق العلوم الطبيعية من خلال تحليل تأثير القوى المادية.

وعادة ما تركز على مميزات العلاقات الدولية مثل تفاعلات الدولة وحجم القوات العسكرية وتوازن القوى. ترفض نظرية المعرفة ما بعد الوضعية فكرة أنه يمكن دراسة العالَم الاجتماعي بطريقة موضوعية ومجردة من القيم.

وترفض الأفكارَ المركزية للواقعية الجديدة / الليبرالية، كنظرية الاختيار العقلاني مثلًا، على أساس أنه لا يمكن تطبيق المنهج العلمي على العالَم الاجتماعي وأن «علم» العلاقات الدولية مستحيل.

 

و يكمن الاختلاف الرئيسي بين الموقفين في أن النظريات الوضعية، كالواقعية الجديدة مثلًا، تقدم تفسيرات سببية (مثل لماذا تمارَس السلطة؟ وكيف؟)، بينما تركز النظريات ما بعد الوضعية بدلًا من ذلك على الأسئلة البنيوية، على سبيل المثال ما المقصود بـ «السلطة»؟ مم تتكون؟ وكيف يتم إدراكها؟ وكيف تُتداول؟

غالبًا ما تعزز النظريات ما بعد الوضعية بشكل علني نهجًا معياريًا للعلاقات الدولية، من خلال النظر في الأخلاقيات. هذا أمر تم تجاهله في كثير من الأحيان في سياق العلاقات الدولية «التقليدية» إذ تميّز النظريات الوضعية بين «الحقائق» والأحكام المعيارية أو «القيم».

و خلال أواخر الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، أصبح الجدل بين الوضعيين وما بعد الوضعيين الجدل السائد ووُصف بأنه يمثّل «الجدل العظيم الثالث».

 

يهدف تخصص العلاقات الدولية و الدبلوماسية إلى:

-رفع كفاءة القوى العاملة في المجال الدبلوماسي والعلاقات الدولية وتطوير مهاراتهم

-إعداد الخريجين في هذا المجال وتأهيلهم مهنيا للعمل في مجال السلك الدبلوماسي

-إعداد كوادر من المتخصصين للعمل في منظمات الأمم المتحدة والوزارات



__________


موسوعة دروب المعرفية - سلسلة جامعتي