احفظ الله يحفظك

تخيّل أن تكونَ قربَ النبيّ  عليه الصلاة والسلام ، فيوجّه لكَ كلامه ويقول: " إني أعلّمكَ كلمات"، إنه ما ناله عبدالله بن عباس رضي الله عنه، يعلّمه النبيّ وصايا عظيمة، تختزلُ قوانين سير الحياة، التي نبتغي في نهايتها رضى الرحمن، والتي كانت لنا سبيلاً واضحًا في كل دروب الضباب، فماذا قال عليه  الصلاةُ والسلام ؟

(احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهَك)؛ أولى الوصايا وأشملها، أن اسعى للالتزام بأمر الله، وانتهِ عمّا نهاك، أي اسلك الطرقُ التي يُحبها الله  تجد جزاءً حسنًا كما العمل، فيكون الله معينًا لكَ، حافظًا لكَ من الفتن، يكون الله معك.

(إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله)، كل البشرِ وكل أسباب الدّنيا وكل الاشياء المنطقية هي تيسيرٌ من الله لا قوة ولا حول لغيره الا منه، لا شيء مستحيل لك اذا كان الله من تدعوه.

يختم النبيّ وصاياه بوصيّةٍ مهمّة، يقول: (واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)، وفي هذه الوصيّة تمام اليقين بقضاء الله وقدره، ويُعزّز فيك همّة السعي، فلا تأبه لحال الناس حولك، فقدرك متصلٌ بقدرة الله فقط، إن شاء نفعك، أو شاء ضرّك، ولا خوف عليك ما دمتَ في نهجكَ سرتَ على الوصيّة الأولى؛ أن احفظ الله، يحفظك.

 

 

منقول من أحد المجموعات الجامعية


________________

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة جامعتي