بحضور المفتي العام للمملكة ووزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية

أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) سناء الصمادي - انطلقت اليوم الأحد في رحاب الجامعة الأردنية فعاليات اليوم العلمي لكلية الشريعة تحت عنوان "الفضاء الإلكتروني بين منظومة القيم والواقع"، وذلك برعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، وبحضور المفتي العامّ للمملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، ووزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، وجمع من أصحاب العطوفة والسعادة وعمداء الكليات في الجامعة.
وقال عبيدات، خلال افتتاح فعاليات اليوم العلمي" إن العالم يواجه اليوم واقعًا بعيدًا عن الرؤية المثالية لشبكة عنكبوتيّة عالميّة مفتوحة، فالفضاء اليوم أكثر فرديّةً وأقلّ أمانًا واحترامًا للإنسان، لذا أصبح لزامًا على الإنسان أن يضبط الإيقاع، ويذهب إلى الذات والإنسانيّة ليوازن علاقته بالآخرين وبالفضاء، حتّى تُصان القيم والمعايير التي اتّفقت عليها كتب السّماء وديننا الحنيف والطبيعة والفطرة، تثبيتًا لقوله صلّى الله عليه وسلّم "إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق"".

وأضاف أنه، إذا تفكّرنا في هذا الحديث، نجده يشير صراحةً إلى أنّ الناس والعرب كان لديهم مستوى راق من الأخلاق العزيزة، وأنّ الرسول لم يبدأ العمل على منظومة القيم والأخلاق من لا شيء، بل جاء ليتمّم هذه المنظومة، لافتًا إلى أنّ الأخلاق والقيم كانت جزءًا راسخًا من تكوين الإنسان وعلاقته بغيره، حتّى أيّام الجاهلية، مؤكّدًا على أنّ هذا جزء من عبقريّة الإسلام الذي يضرب مثلًا عاليًا بقيمة الإنصاف للجميع، ولأهل قريش كذلك.

وتابع قائلا "ورغم كلّ شيء، الا أننا بحاجة إلى الشبكة العنكبوتية والذكاء الاصطناعيّ أكثر من أيّ وقت مضى، ولكن نحتاج إلى شبكة تحترم الأخلاق والقيم وحقوق الإنسان، أو أن نجبرها على ذلك، نحتاجها لا لربط الجميع ببعض فقط، بل مع اشتراط أن تكون مدعومة بالقيم والمبادئ والأخلاق ليصير الفضاء بشريًّا، وليلتزم بالمبادئ والقيم الدينية، وبشريعتنا السمحة، للحفاظ على قيم الإنصاف والعدالة".

وأكد عبيدات أنّ دور الجامعة لم يعد مقصورًا على منح الدرجات والشهادات العلميّة وحسب، بل أصبح منوطًا بإعادة تشكيل شخصية الطالب، ليكون قادرًا على التفكير الناقد، وتقبّل الفكرة الأخرى، ومناقشتها مع القدرة على حلّ المشاكل التي يمكن أن تواجهه في حياته.

وأشار إلى انه لا بدّ من العودة إلى المناهج والتفكير في مرحلة التخصّص، ليكون الطالب في النهاية قادرًا على القيام بأعماله التخصصيّة، مبيّنًا أنّ تعلّم اللغة العربية والإنجليزيّة وغيرها من اللغات بات من الوسائل الضرورية لمواصلة الحياة بكلّ تفرّعاتها، موضّحًا أهميّة أن يكون البحث العلميّ عابرًا للتخصصات والكليات، ومشدّدًا على أنه ينبغي على التشريعات القادمة فرض هذا التوجّه الجديد.

بدوره، أكد عميد كلية الشريعة الدكتور عبد الرحمن الكيلاني أن اليوم العلمي جاء تزامنا مع إنجازات الجامعة في تصنيفها ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، ليكون هذا الإنجاز حافزا على المزيد من العمل والعطاء والإبداع، في سبيل عمارة الحياة بالعلم النافع والقيم الكريمة التي تحقق سعادة المجتمعات وخيرها وصلاحها.

وأشار إلى أن خيار الكلية بأن يأخذ يومها العلمي عنوان "الفضاء الالكتروني بين منظومة القيم والواقع"، جاء من منطلق أنّ الفضاء الإلكتروني بات يستولي على حياة الناس في كل الميادين، متيحًا لهم الإبحار في ذلك الفضاء دون ضوابط ولا قيود، إذ تشهد كثير من المجتمعات انعداما للقيم الأخلاقية، وترويجًا للشائعات، واغتيالًا للشخصيات، وإساءةً للآخرين وابتزازهم. 

وأكمل أنّه، لأجل هذا، بدأت دعوة عالمية اليوم لتكوين أنظمة أخلاقية مشتركة تحكم نشاطات الأفراد في المحيط الإلكتروني، وإلى فرض التشريعات والقوانين المنظمة للأفراد فيها، حتى لا ينفلت استخدام التكنولوجيا الرقمية ويتغوّل على القيم الإسلامية.

وتحدّث مدير البنك الإسلامي الأردني الدكتور حسين سعيد عن اختصار عصر التكنولوجيا الذي نعيشه والفضاء الإلكتروني للمسافات بين الدول والمجتمعات الإنسانية، حتى أصبح العالم اليوم قرية صغيرة، فُرض علينا استغلاله بكل ما هو مفيد.

وفي ختام افتتاح اليوم العلمي، كرم عبيدات المفتي العامّ للمملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة،  ووزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، وعددًا من الضيوف المشاركين في اليوم العلمي، كما كرّم ثلة من أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الشريعة ممن بلغوا سنّ السبعين، وعددًا من موظفي الكلية المنظمين لهذا اليوم.

ويتناول اليوم العلمي ثلاث جلسات رئيسة؛ الأولى منها تدور حول الفضاء الإلكتروني ومنظومة القيم، أدارها الدكتور وائل عربيات، وتحدث فيها الدكتور محمد المومني عن الفضاء الإلكتروني وبناء الأوطان، فيما تناول الدكتور هايل داوود منظومة القيم وبناء المؤسسات، أما العميد المتقاعد خضر آل خطاب، فتحدث عن الجرائم الإلكترونية، بينما تحدّث الدكتور محمد العتوم عن الذكاء الاصطناعي وحماية الخصوصية.

وتناولت الجلسة الثانية الفضاء الإلكتروني وسر السعادة الحقيقية، قدمها كل من الدكتور محمد راتب النابلسي والدكتور بسام العموش، فيما أدارها الدكتور سليمان الدقور.

وركزت الجلسة الثالثة، التي أدارها الدكتور علي الدقامسة على الفضاء الإلكتروني والشباب؛ تحديات وفرص، تحدث فيها الإعلامي بلال العجارمة وطلبة من كلية الشريعة.