"المَلَلُ في التربية العربية" كتاب للدكتور الشورطي في الجامعة الهاشمية

صَدَرَ كتابٌ جديدٌ للأستاذ الدكتور يزيد الشورطي أستاذ أصول التربية في كلية العلوم التربوية بالجامعة الهاشمية بعنوان "المَلَلُ في التربية العربية" عن دار وائل للنشر، وتضمن الكتاب (14) فصلًا تناولت مظاهر الملل وأنواعه، ومدى انتشار الملل التعليمي في المدارس والجامعات وأسبابه ونتائجه، كما ناقش الكتاب كيفية معالجة الملل التعليمي في فصل التعليم المضاد للملل، وزيادة الاهتمام الطلابي في التعلم وتعزيز الدافعية، وعلاقة الملل التعليمي بالإبداع، وأثر الملل في الروح المعنوية والاحتراق النفسي للمعلمين، وكذلك تناولت فصول الكتاب الملل والتفاؤل الأكاديمي والمدرسي، والملل والذكاء، وخاتمة تدعو إلى تربية عربية بلا ملل.


وبيَّنَت فصول الكتاب أن المَلَلَ هو فقدان الإثارة والاستمتاع والرضا والحماس والاهتمام، وهو مشكلة عالمية كبيرة الامتداد وضخمة الحجم إذ تشيع في العديد من المدارس والجامعات وفي مختلف دول العالم. فـــ"الملل أصبح منغضًا مؤذيًا يلقي بظلاله السلبية على الطلبة مما يضعف لديهم معنى الحياة وقيمتها لديهم ويجعلهم عرضة للضيق والألم والقلق والمرض الجسدي والنفسي".


ونادى الأستاذ الشورطي في كتابه إلى إجراء المزيد من الدارسات الميدانية التي تسعى إلى تحديد نوع وشدة الملل في المدارس العربية، داعيًا إلى تحويل المدارس والجامعات العربية إلى بيئات تعلم آمنة، ومنتجة، وبناءة، وداعمة، وممتعة، مثيرة، ومدهشة، وأن تخطط لتقديم تعليم يتصف بأنه غني ونشط وتعاوني وتواصلي وداعم، ومتنوع ومرن، ومنفتح، وأصيل ومعاصر وجديد ومدهش ومشبع ومرغوب فيه، وذو قيمة ومعنى إلى جانب اتصاف هذا التعليم بتوفر حرية اختيار وتحدي وجاذبية ومعزز للتفكير والاكتشاف ومولد للإلهام والإبداع والطاقة والشغف. فضلًا أن يكون التعليم داعم للإيجابية والمبادرة والاستجابة والمشاركة والتعاون والتفاعل ومقدم للأعمال الذكية الشاحذة للعقول والهمم والمفاجئة التي لا يعرفها الطلبة مسبقا وسلفا. كما شدَّد الكتاب في توصياته على أن يكون التعليم والتعلم مرتبطًا بثقافة الطلبة، وعقيدتهم، وقيمهم، وأهدافهم، وجاجاتهم، واهتماماتهم، وخبراتهم، وحياتهم، وواقعهم ومستقبلهم، بعيدًا عن الالزام والإكراه والرتابة والضجر والتكرار والروتين والسلبية، وجالب للاهتمام وحب الاستطلاع والتفاؤل.


وركَّز الكتاب على النتائج السلبية الرئيسية للمل في المؤسسات التعليمية لا سيما في إضعاف التعلم، فالملل عدوٌ شرسٌ للتعلم، والملل والتعلم خصمان لدودان يصعب التوفيق بينهما لذلك فإن التعلم الفعال يمر عبر حماية المتعلمين من التعرض للملل.


وأوضح الكتاب أن من أبرز مظاهر الملل الصفيّ، "ضعف تركيز الانتباه، والشعور ببطء مرور الوقت، والنظر السلبية للنشاطات، والاكتئاب والقلق واليأس، وجود رغبات لا يمكن تحقيقها، وضعف تقدير الفرد الإيجابي لذاته". فالغرف الصفية التعليمية في الكثير من مدارس وجامعات العديد الدول تحولت إلى أماكن يهيمن عليها الضجر، وتنتشر في أرجائها الرتابة، وتسيطر عليها مظاهر الملل التي منها الانفصال عن النشاطات والمواد والمواقف والمعلمين.


 وأكد الدكتور الشورطي أهمية إجراء الدراسات الميدانية لمعرفة درجة وشدة انتشار الملل في المؤسسات التعليمية العربية إذ أن "رُهاب الملل (المللفوبيا) تسلل الى واقع التربية العربية فأضحى مشكلة خطيرة تستحق اهتمام الدارسين والباحثين والمفكرين بها وتقصي ماهيتها وطبيعتها وجذورها وامتدادتها وآثارها وطرق التخلص منها والعوامل التي تؤُثر وتتأثر فيها".