تخصص علم النفس
تعرّف جمعية علم
النفس الأمريكية علم النفس بأنّه الدراسة العلمية للعقل والسلوك، ويدرس علم النفس
الحالات والعمليات العقلية والسلوكية التي يمتلكها البشر والحيوانات، كما يمكن
تعريفه بأنّه علم متخصص بدراسة الخصائص العقلية والسلوكية للفرد أو للمجموعة، وقد
تكون هذه الدراسة متعلّقة بمجال معيّن من المعرفة أو النشاط
يرجع أصل علم
النفس إلى اليونان في الفترة الممتدة من 400-500 سنة قبل الميلاد، ولكنّ معظم
التطورات التي طرأت على هذا العلم حصلت خلال 150 سنة ماضية، ويوصف علم النفس بأنّه
متعدّد المجالات، كما يمكن تقسيمه إلى قسمين رئيسيين كمهنة كبيرة يقوم بها مجموعة
من الممارسين، وعلم أصغر يدرس العقل والدماغ والسلوك الاجتماعي، وكلاهما يمتلك
أهدافاً وتدريبات وممارسات متميزة.
تاريخ علم النفس
ظهر علم النفس
قبل آلاف السنين في اليونان، ومصر، والهند، وبلاد فارس، والصين، ومن أقدم النظريات
النفسية ما اقترحه أفلاطون عام 387 قبل الميلاد، وهو أنّ الدماغ هو المكان الذي
تحدث فيه العمليات العقلية، وفي عام 335 قبل الميلاد اقترح أرسطو بأنّه القلب وليس
الدماغ، ومع حلول العصور الوسطى بُنيت أول المستشفيات المتخصصة بعلاج الحالات
النفسية على يد المسلمين، ومن أشهر العلماء المسلمين الذين كان لهم دور كبير في
علم النفس الطبيب المسلم ابن سينا، الذي درس وعالج الصرع، والكوابيس، وضعف
الذاكرة.
وبدأت المقترحات
لعلاج بعض أنواع الأمراض العقلية وهي كالآتي:
عام 1774م
اقتُرِح التنويم لمغناطيسي من قبل فرانز ميسمر.
عام 1793م بدأ
علم النفس يصبح جزءاً من الحياة المدنية، حيث أطلق فيليب بينيل سراح أول المرضى
الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية من السجن كخطوة أولية للتحرك نحو علاج أكثر
إنسانية.
عام 1879م أصبح
علم النفس جزءاً من التجارب الدراسية، حيث أسس الألماني فيلهلم فونت أول مختبر
لإجراء البحوث النفسية في جامعة لايبزيغ، ولذلك أُطلق عليه لقب "أب علم
النفس".
تابع الفلاسفة
آنذاك إنجازاتهم في مجال علم النفس حيث نُشرَ في عام 1890م كتاباً بعنوان مبادئ
علم النفس للكاتب الفيلسوف الأمريكي ويليام جيمس، وفي نفس العام أصدرت ولاية
نيويورك قانون رعاية الدولة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، ثمّ
تأسست الجمعية الأمريكيّة لعلم النفس عام 1890م.
فروع علم النفس
ينقسم علم النفس
إلى عدّة فروع، يمكن تلخيصها كما يأتي:
علم النفس
السريري: وهو فرع يقوم على العلم، والنظرية، والممارسة بهدف فهم، وتوقع، وتخفيف
مشاكل التكّيّف، والإعاقة، وعدم الراحة، والتنمية الشخصية، ويتوصّل لذلك من خلال
دراسة الأداء البشري للفرد المراد تشخصيه طوال حياته بالتركيز على الجوانب
الفكرية، والعاطفية، والبيولوجية، والاجتماعية، والسلوكية.
علم النفس
المعرفي: يهتم هذا الفرع بدراسة العمليات العقلية الداخلية، كاللغة، والذاكرة،
وحلّ المشكلات، والتعلّم، وذلك من خلال البحث في تفكير الناس، وإدراكهم، وتواصلهم،
وتذكرهم، وتعلّمهم، ومعرفة كيفية اكتسابهم للمعلومات، ومعالجتها، وتخزينها، وهو
يهدف إلى تحسين الذاكرة، وزيادة دقة اتخاذ القرار، والمساعدة على إعداد برامج
تعليمية لتعزيز التعلّم.
علم النفس
التنموي: ويشار إليه باسم التنمية البشرية، وهو فرع يقوم بدراسة التغيرات النفسية
المنهجية التي يمرّ بها الشخص خلال حياته، وتشمل دراسة المهارات الحركية، وحلّ
المشكلات، والفهم الأخلاقي، واكتساب اللغة، والعواطف، والشخصية، ومفهوم الذات،
وتشكيل الهوية، كما يدرس كيفية تفاعل خصائص الشخص مع العوامل البيئية، وطريقة
تأثيرها على تنميته.
علم النفس
التطويري: وهو يركز على دراسة كيفية تأثّر السلوك البشري بالتعديلات النفسية التي
تصيبه في أثناء التطوّر، ويعتقد علم النفس التطويري بأنّ العديد من السمات النفسية
البشرية قابلة للتكيّف لضمان استمرار حياة البشرية.
علم النفس
الشرعي: يهتم بتطبيق علم النفس على التحقيق الجنائي والقانون في المحاكم المدنية،
فهم يتضمّن تقييم للعوامل النفسية للشخص المحكوم عليه في قضيّة ما، وتُقدّم
النتائج للمحكمة للنظر فيها وإصدار الحكم بناءً عليها.
علم نفس الصحة:
ويطلق عليه اسم الطبّ السلوكي أو علم النفس الطبي، وهو يدرس كيفية تأثّر صحة
الإنسان بالسلوك، والبيولوجيا، والسباق الاجتماعي، إذ يدرس الأخصائي كامل جوانب
الحياة للشخص، بما في ذلك حياته الاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والخلفية،
والسلوكيات التي قد تؤدي للإصابة بالمرض.
علم النفس
العصبي: يدرس هذا العلم بنية ووظيفة الدماغ ويربطها بالسلوكيات والعمليات النفسية،
ويستخدم التقييم العصبي النفسي لتحديد احتمالية إصابة الإنسان بمشاكل سلوكية بسبب
تعرّضه لإصابة في الدماغ مثل السكتة الدماغية، وبالتالي يمكن تقديم العلاج النفسي
بناءً على تحديد مصدر الضرر.
علم النفس
المهني: يقوم هذا الفرع بتقديم توصيات حول أداء الأشخاص في العمل والتدريب، فهو
يساعد الشركات على التّوصل لطرق أكثر فاعلية للعمل، وتوضّح للإدارة كيفية تصرف
الأفراد والمجموعات في العمل للتعامل معها بأفضل الطرق، وبالتالي ستتحسن الفعالية،
والكفاءة والرضا الوظيفي، والاحتفاظ بالموظفين.
علم النفس
الاجتماعيّ: يدرس السلوك البشري كالمشاعر، والسلوك، والأفكار المتعلقة بالآخرين،
ومدى تأثيره على الحياة الاجتماعية، كما يدرس سلوك المجموعة، والإدراك الاجتماعي،
والسلوك غير اللفظي، والتوافق، والعدوان، والتحيّز، والقيادة.
فروع أخرى:
يتّسع علم النفس ليشمل فروعاً كثيرة منها علم النفس العسكري، والاستهلاكي،
والإرشادي، والتربوي، والبيئي، والصناعي التنظيمي، والمدرسي، والرياضي.
أهمية دراسة علم النفس
يمنح دارسي علم
النفس مكانة علمية تقديرية في المجتمع.
القدرة على فهم
السلوك الإنساني والقدرة على التنبؤ بردود الأفعال المستقبلية.
يكتسب دارسي علم
النفس مهارة التفكير الناقد.
توافر العديد من
فرص العمل التي لها صلة بدراسة علم النفس.
تنمَّي دراسة
علم النفس لطلابها موهبة القدرة على قراءة حركات الجسد وقراءة لغة الجسد.
تساعد دراسة علم
النفس على التعرف على العديد من المجالات الأخرى مثل إدارة الأعمال والحقوق والعمل
الاجتماعي.
يستطيع الأفراد
تقديم المساعدة والدعم للآخرين.
__________
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة جامعتي