ضمن سلسلة من اللقاءات مع الطلبة المبدعين .. الطالب يزيد المكاحلة: من قسم الهندسة الميكانيكيّة في "الأردنيّة" إلى أحضان شركة Airbus France

أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد - ضمن مساعي الجامعة الأردنيّة لخلق بيئة تعليميّة تحتضن الإبداع والطلبة المُبدعين، وفي سعيها لا إلى دفع حدود التميّز إلى أقصاها، بل إلى التّعريف بطلبتها الذين حظوا بأعلى المراتب أيضًا، ودفعهم إلى تقديم المزيد؛ إذ تعتبر النّجاح عملًا تشاركيًّا، يرفع اسم الطّرفين، ليرفعا بدورهما مكانة أيّ مكانٍ يرتبط اسمهما به.

وفي هذا السّياق، كان لنا وقفة مع الطّالب يزيد المكاحلة، خرّيج قسم الهندسة الميكانيكيّة من الجامعة الأردنيّة، الذي، برعاية الجامعة لقدراته العالية، واحتضانها لشغفه غير المحدود، انتقل ليعمل في شركة "إيرباص"؛ الشركة الأوروبية للصناعات الجوية التي تتّخذ من مدينة تولوز الفرنسيّة مقرًّا لها. 

وفي حديثه عن فترة الدّراسة في الجامعة الأردنيّة، تحدّث المكاحلة عن سابق حرصه على تطوير ذاته وجمع أكبر قدرٍ من الخبرات قبل التّخرّج بمساعدة أساتذته وزملائه في كليّة الهندسة، ذاكرًا أنّه، خلال فترة الدراسة، انضمّ إلى عدة منظمات هندسية مثل  منظمة مهندسي الطاقة (AEE)، والمنظمة الأمريكية لمهندسي الميكانيك (ASME)، والمنظمة الأمريكية لمهندسي التكييف والتبريد (ASHREA)، مشيرًا إلى أنّه كان لتلك الخطوات أثر بالغ في تطوير مهاراته وقدرته على التواصل بكفاءة مع مهندسين من مختلف الخلفيّات. 

وفصّل المكاحلة الدّور الذي لعبه أساتذته في مسيرته اللامعة على أنّها ما زالت في البدايات، مؤكّدًا على جهود الدكتور مضر الزغول من قسم الهندسة المكيانيكيّة والدّكتور محمّد الخصاونة من قسم الهندسة الكهربائيّة على وجه التحديد؛ فالأوّل كان من أشرف على مشروع تخرّجه وزملائه في القسم، الذي جاء بعنوان "الرّوبوت الزّراعي المستقلّ - Autonomous Agricultural Robot" وحاز على إشادة أعضاء لجنة المناقشة في حينها.

أمّا الخصاونة، الذي يُقدّم مادّة الهندسة الكهربائية التي تُطرح لطلبة الهندسة الميكانيكيّة، فقد وصفه المكاحلة بالأستاذ الحريص على طلبته، بتقديمه النصح والتوجيه الدائمين، وملاحظته للطلبة النابهين أمثاله، إذ ساعده بدايةً في أن يحظى على فرصة التدريب في إحدى مبادرات مؤسسة العهد "Techworks" عام 2019، ثمّ لاحقًا، ساهمت رسالة التّوصية المفصّلة التي كتبها للمكاحلة في حصوله على التدريب في شركة "إيرباص" الفرنسيّة. 

وفي نظر المكاحلة، فإنّه يعدّ تجربته نتاج تعاونٍ اشتركت فيه عدد من الجهات الفاعلة داخل وخارج أسوار الجامعة، فإلى جانب ذويه وأساتذته وزملائه، قدّم شكره إلى مركز الابتكار والريادة في الجامعة الأردنية الذي دعم مشروعه الريادي، ومؤسسة ولي العهد التي حبته بمنحة كريمة لتعلّم اللغة الفرنسيّة بالتعاون مع السفارة الفرنسيّة كي يبتدئ مشواره مع الشركة الرائدة في الصناعات الجويّة، ليفضي الحال إلى اتساع نطاق خبرته وثقافته، وأفقه التقني والعلميّ، خاصّة بعد احتكاكه بالطواقم القادمة من مختلف البلدان الأوروبيّة والعالميّة. 

وعودة إلى الجامعة الأردنيّة، فواحد من أهدافها يكمن في أنّ مثالًا كما الطالب يزيد المكاحلة لا يُعدّ استثناء غير قابل للتكرار، بل حالة عملت الجامعة على تكريسها بفتح أبوابها للطلبة من مختلف التخصصات، علميّة كانت أم إنسانيّة؛ ولأجل هذا، لن يكون هذا اللقاء الأخير لها مع طلبتها المبدعين، بل انطلاقة لسلسلة من الحلقات التي تلقي الضوء على الطلبة المميّزين، الذين انطلقوا سهمًا، نهايته تشير صوب العالم، وجذره كامن في أروقتها وقاعاتها.